في شهر رمضان تمتلئ المائدة بأصناف الطعام وعلى رأسها الأرز بمختلف طرق طهيه، فهو وجبة محببة للجميع ولا غنى عنه على المائدة، لكن قد نعيد النظر في نوعية الأرز الذي نتناوله إذا ما عرفنا المزيد عنه.
فقد أكدت دراسة أجرتها مجلة التغذية الأمريكية أن الأرز البني هو الخيار الصحي في الوجبات المعتمدة بشكل رئيسي على الأرز والأرز البني هو أحد أشكال الأرز الأبيض ولكنه لم يتعرض لعملية التكرير او التقشير فالأرز الأبيض العادي الذي نقوم بشرائه يتم نزع قشرته الخارجية وإزالة النخالة عنه خلال عملية الضرب في مضارب الأرز للحصول على اللون الأبيض النقي الذي كان يعتقد قديما انه يرمز لرقي وجودة الأرز ولكن بهذه الطريقة يفقد الأرز قيمته الغذائية ويتم تجريده من العناصر المهمة كالكالسيوم والمغنيسيوم والبروتين والألياف وفيتامين B1 والبوتاسيوم وغيرها من العناصر المغذية التي تحتويها النخالة، ومن المعروف أن هذه الألياف لها دور كبير في عملية الهضم والحفاظ على مستويات سكر الدم ثابتة مما يقي الجسم من مخاطر الإصابة بالسكر والحفاظ على وزن صحي سليم.
هذه أحد الأسباب الرئيسية من الناحية الغذائية التي تجعل الأرز البني خياراً صحياً لمائدة الإفطار في رمضان، فالألياف الغذائية لديها القدرة على أن تمنحك الشبع لوقت أطول بسبب ثبات معدل السكر في الدم، كما تساعد على زيادة كفاءة عملية الهضم وبالإضافة إلى ذلك فللأرز البني فوائد صحية أخرى منها:
الأرز البني يساعدك في محاولات فقدان الوزن: الأرز البني غني بالألياف المفيدة التي تسهم في الحفاظ على صحة الأمعاء وتمكنها من أداء وظيفتها بشكل سليم وصحي مما يساهم في زيادة كفاءتها وقدرتها على هضم الطعام، كما يساهم محتواه من الألياف في الشعور بالامتلاء والشبع سريعاً وبالتالي يعزز عملية فقدان الوزن، فبعد تناول وعاء واحد من الأرز البني، تشعرين بالامتلاء والشبع. مما يساهم في خفض كمية الطعام التي تتناولينها في الوجبة.
غنى الأرز البني بمحتواه من السيلينيوم : السلينيوم مادة ضرورية للجسم ومضادة للأكسدة ويتسبب نقصه زيادة نسبة التعرض لأمراض السرطان و أمراض القلب وحالات الالتهابات والتهاب المفاصل الروماتيزم.
غني بالمغنسيوم : كوب واحد من الأرز البني يمنحك أكثر من 80 بالمئة من احتياجاتك اليومية من المنغنيزيوم، وهذا المعدن يساعد جسم الإنسان على تكوين الأحماض الدهنية الهامة التي تقوم بإنتاج الكوليسترول المرتفع الكثافة المفيد لصحة جسم الإنسان، كما أنه مفيد أيضا لصحة الجهاز العصبي و الجهاز التناسلي.
الأرز البني يتمتع بقيمة غذائية: بعكس الأرز الأبيض، الذي يفتقر للقيمة الغذائية فالأرز البني لم يفقد قيمته الغذائية لاحتفاظه بخواصه كاملة وتشير الدراسات أن تحويل الأرز البني إلى أبيض يفقده 67 بالمائة من فيتامين B3 ،ومن الحديد 60 بالمائة، ونصف كمية معدن المنجنيز، ونصف كمية الفوسفور، وجميع الألياف الغذائية والأحماض الدهنية الأساسية.
وبالتالي فالأرز البني يعتبر من الحبوب الكاملة ووفقاً للدراسات فأن ستة حصص أسبوعية من الحبوب الكاملة يمكن أن تقلل من تراكم الترسبات الدموية وتقليل فرص الإصابة بأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
غني بمضادات الأكسدة: يعتبر الأرز البني مصدر مهم مضاد للأكسدة وبالتالي فهو يقاوم الشوارد الحرة التي تسبب خلل وتلف في الخلايا والإصابة بمختلف أنواع السرطان.
الأرز البني يوفر حماية من سرطان القولون: كما ذكرنا فالأرز البني غني بالسيلينيوم وهو عامل وقاية ضد الإصابة بسرطان القولون بالإضافة إلى غنى محتواه بالألياف حيث يحصل الشخص على 14 بالمائة من الاحتياجات اليومية للألياف عن طريق كوب واحد من الأرز المطبوخ. وتحمي الألياف الغذائية من الإمساك وتعمل أيضا على حماية القولون من المواد المسرطنة وتساهم في طرد السموم خارج الأمعاء.. وتشير الدراسات إلى أن الألياف تساعد على القضاء على المواد المسببة للسرطانات وحالات التسمم ومنعها من الالتصاق بخلايا القولون كما يحتوي الأرز البني على العناصر المهمة التي تضمن استقرار وسلامة عملية الهضم ، والحماية من الإصابة بالإمساك، وتساعد الأمعاء على أداء وظيفتها بشكل سليم وصحي.
الأرز البني يقي من الإصابة بالسكري: على عكس الأرز الأبيض، يحتوي الأرز البني على الألياف مما يساعد على الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم، لأنه يفرز السكريات ببطء وبطريقة منتظمة وبذلك فهو خيار صحي وأفضل لمرضى السكري. في حين أظهرت دراسات في آسيا وجود علاقة بين استهلاك الأرز الأبيض وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أو سكري البالغين، وأثبتت الأبحاث الجديدة أن الأفراد الذين يتناولون وجبتين أسبوعياً على الأقل من الأرز البني يمكن أن يقللوا من فرص إصابتهم بمرض السكري النوع الثاني بنسبة تصل إلى 11 بالمائة.
بالإضافة إلى أن إطلاق السكر في الدم ببطء يسهم في الشعور بالشبع لفترة أطول وعدم الشعور بالجوع الشديد بعد فترة قصيرة من تناول الوجبة، مما يساعد في إتباع الأنظمة الصحية وضبط الوزن.