يشكل الجسم هما أساسيا في حياتنا، فنحن نهتم به دائما ونجتهد في معالجته بكافة الوسائل المتاحة سواء أكان ذلك من خلال الرجيم أو الرياضة أو غيرها. وكما أن الزمن يتطور فكذلك طرق الاهتمام به، مثل انتعاش عمليات تنظيفه من الداخل، التي تشهد تطورات وتقنيات خاصة مختلفة.
أكثر هذه التقنيات شهرة وفعالية ما يعرف بتقنية الديتوكس التي على الرغم من الإقبال الشديد عليه فإن هناك شريحة كبيرة من الناس يجهلونها ولم يسمعوا بها بعد.
فما هي هذه التقنية وما هي تأثيراتها على جسمنا وإلى أي مدى تبرز فعاليتها على الجسم؟
فوائد هذه التقنية ومخاطرها تتلخص بالقول إن الديتوكس هو عملية صيانة الجسم وتخليصه من كل السموم الموجودة فيه والناتجة عن الكيماويات الموجودة في الطعام وتلوث البيئة. ويساعد هذا النظام على طرد الجزيئات الحرة من الجسم فيخلصه من الدهون المتراكمة مما يمنحه حيوية ونشاطا.
ولا تقتصر عملية التنظيف على المعدة فقط بل تطال البشرة والكلى والرئتين والكبد والأمعاء، وتتم عن طريق تناول الخضار والفاكهة بكثرة وشرب الكثير من الماء.
ونظام الديتوكس ليس مخصصا للأشخاص الذين يعانون من السمنة فقط بل حتى للنحيفين، ذلك أن السموم الموجودة بداخل الجسم تتسبب بمشكلات مرضية عدة منها الصداع واضطرابات النوم والكسل والإمساك وعسر الهضم، ومن هنا فهي ضرورية لكافة الحالات.
ومن أسباب اللجوء إليها نمط حياتنا اليومية الروتينيالذي يلقي بظلاله السلبية على بشرتنا وجسمنا. فمنذ بداية النهار تبدأ بشرتنا باستقبال المواد الكيماوية الناتجة عن مستحضرات التجميل، ثم تأتي الوجبات السريعة الدسمة لتكمل هذه المسيرة من خلال إدخال المواد الضارة وغير الصحية إلى جسمنا، هذا فضلا عن العوامل الأخرى الضارة التي نتعرض لها من هواء وملوثات وكيماويات وغيرها.
من هنا كان لا بد من وجود رادع لهذه المخاطر التي تعترضنا والتي تخل بكافة أجهزتنا الداخلية والخارجية، وجاء الديتوكس ليشكل الحل الأنسب والعلاج الصحي المتكامل لهذه المشكلات.
ولا يمكننا البدء بهذا النظام بطريقة عشوائية وغير منظمة، بل العكس، يجب أن تبدأ عملية الديتوكس يوما في الأسبوع على مدى أربعة أسابيع، يتناول خلالها الفرد الخضراوات الطازجة والفاكهة والعصائر من دون سكر، وتكون الوجبة كل ساعتين بانتظام من هذه الخضراوات والفواكه.
ويمنع تماما أثناء اليوم تناول النشويات والكافيين والحلويات والسجائر، كما يتم الإكثار من شرب الماء. وبعد مرور الشهر الأول، تتغير هذه العملية لتصبح ثلاثة أيام متتالية في كل شهر يتم فيها تناول الفاكهة الطازجة والخضار المطهية طهيا خفيفا، ويحبذ أن تحتوي هذه الوجبة على الخضراوات ذات اللون الأخضر كالبروكولى والسبانخ والفاصوليا الخضراء، بالإضافة إلى أنواع عديدة من العصائر كعصير التفاح والجزر والليمون والأناناس الطبيعي، مع ضرورة شرب الماء طبعا.
ولا تقتصر عملية الديتوكس على تخليص الجسم من السموم فحسب، بل تعمل هذه التقنية أيضا على تخفيف الضغط على الجهاز الهضمي وتحسن الحالة الذهنية، البدنية والروحية وتزيد من حيوية وطاقة الجسم.
كما تعمل على حماية الجسم من الأمراض المزمنة الناتجة عن الأنظمة الغذائية الفقيرة وأسلوب الحياة الخاطئ. وللوصول إلى هذه النتائج لا بد من الانتباه إلى إرشادات وقواعد الديتوكس بتجنب استخدامه أكثر من مرة واحدة في الشهر والمزج بين الوجبات مع ضرورة شرب الماء بشكل دائم لأنه أساس نجاح هذه العملية.
ينصح أيضا بالحرص على إضافة كميات من الفاكهة أو الخضار إلى البرنامج الغذائي اليومي نظرا لاحتوائها على الفيتامينات والأملاح المفيدة للجسم، مع تنظيم مواعيد الأكل والنوم والخلود للنوم مبكرا.
ديتوكس الخضار
يشكل الخضار أساس هذا النظام، وأفضل الأنواع التي يجب اعتمادها هي الملفوف، والجزر، والكرفس، والبصل، والثوم، والخس، والبروكولي، والخيار، والكوسة، والبقدونس، والفلفل الأخضر، والهليون. يمكن تناول هذه الخضراوات طازجة على شكل سلطة على مدار اليوم أو صنع شوربة كوجبة للغداء.
ديتوكس الفواكه
أفضل الفواكه التي تحتوي على مضادات للأكسدة بصورة كبيرة هي التفاح، والكيوي، والأناناس، والخوخ، والفراولة، والتوت البري. ويمكن الاعتماد على التفاح لمقاومة الجوع (بحد أقصى 8 تفاحات على مدار اليوم.) أكثر أنواع الديتوكس شهرة يعتمد على تناول كوب من الماء الدافئ مع عصير الحامض صباحا، قبل الفطور المكون من الفواكه الطازجة فقط.
قبل الغداء بساعة تقريبا، يمكن تناول كوب من النعناع أو البابونغ. أما الغداء فيتألف من سلطة خضار مع عصير ليمون وبعض الأعشاب الطازجة. العشاء يكون عبارة عن سلطة خضار أو فواكه فضلا عن كوب من الشاي الأخضر أو النعناع قبل النوم.