على مدى سنوات عديدة، استمر الجدل بين أخصائيي التغذية حول قيمة البيض الغذائية وأي جزء علينا تناوله؛ هل نأكل البيضة كاملة أو نستبعد الصفار لتفادي الأضرار الصحية وضبط زيادة الوزن؟ ونتج عن هذا الجدل كثير من الأفكار الشائعة حول أكل البيض تختلف تماماً عن الحقائق المثبتة.
يعتقد البعض أن تناول البيض يراكم الدهون داخل الجسم لأن 60 بالمئة من السعرات الحرارية التي تحتويها البيضة الواحدة تتشكّل من الدهون. والحقيقة أن تناول الدهون لا يعني تراكمها داخل الجسم، كما أن دهون البيض من النوع الذي يساعد على فقدان الوزن لا زيادته.
وتحتوي البيضة الواحدة على حوالي 70 سعرة حرارية، مع 6 غرامات من البروتين، و5 غرامات من الدهون. وتتميز تركيبة الدهون والبروتين في البيضة بقدرتها على زيادة الهرمونات التي تخبر الدماغ بأن الجسم شبعان. كما أنها تساعد الجسم على تحرير هرمون “جلوكاجون” الذي يساعد بدوره الجسم على إطلاق سراح الكربوهيدرات والدهون المخزَّنة واستهلاكها.
وهناك معلومات غير دقيقة عن دور البيض في رفع مستوى الكوليسترول. والحقيقة أن الكوليسترول الذي يتمّ تناوله في الغذاء لا يرفع مستويات الكوليسترول في الجسم كما يُعتقد. ويعاني حوالي 30 بالمئة فقط من الناس من مشاكل ارتفاع مستويات الكوليسترول بعد اتباعهم نظاماً غذائياً يحتوي نسباً عالية من هذه المادة. وقد درس باحثون من جامعة هارفارد العادات الغذائية لحوالي 100 ألف شخص شملت الاستهلاك اليومي للبيض. ووجدت الدراسة أن تناوله من قبل أفراد أصحاء لا يزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
أما إشاعة أن تناول جزء من البيضة وترك صفارها عادة صحية، فتعارض الحقائق الغذائية. يحتوي بياض البيضة الواحدة على 3.5 غرام من البروتين. أما بقية القيمة الغذائية من دهون وبروتين فتوجد في صفار البيضة فقط، ويعني ذلك أن الصفار هو الجزء الغني بالقيمة الغذائية. ويحتوي الصفار أيضاً على 240 ملغ من الليسين؛ وهو من الأحماض الأمينية التي تساهم في بناء العضلات.
كذلك يحتوي صفار البيضة على الكولين؛ وهي مادة ضرورية لوظيفة غشاء الخلية. ويقوم الكوليسترول بدور أساسي داخل الجسم، كما يحتوي على فيتامينات “أ” و”د” و”إي”. ويمكن للبيضة أن تحتوي على دهون أوميغا 3 إذا جاءت من دجاجة احتوى طعامها على كمية كبيرة من هذه الدهون.