لا تتوقف مطاعم الوجبات السريعة عن تقديم كل المغريات لعملائها كي يتناولوا وجبات أكبر وأكثر، فتلعب على أوتار عديدة، كالرائحة والراحة والسرعة والعروض التوفيرية.
بينما أظهر تقرير نُشِر أخيرًا أن وباء البدانة ربما يكون أكثر سوءًا مما هو متوقع، نظرًا لعدم مراعاة الخبراء لكم الدهون التي تكتسبها الأجسام مع التقدم في السن، فإنه قد حَمَّل في الوقت نفسه شركات الأطعمة السريعة مسؤولية إرباك الناس بشأن عادات تناول الطعام الصحية، وأكد أن المسؤولين والأطباء لم يفلحوا في السيطرة على المشكلة.
رغبات إنسانية
وتم الكشف في هذا الإطار عن مجموعة من الحيل والخدع، تلجأ إليها صناعة الأطعمة السريعة كي تحث المستهلكين على تناول كميات أكبر من الوجبات التي تقدمها. وتبين كذلك أن سلاسل الوجبات السريعة تلعب على وتر رغبات تتولد لدى الأشخاص، بينها مشاهدة الطعام، والتجمع مع أشخاص آخرين أو الانشغال بفعل شيء ما. ونوهت إحدى الدراسات بأن المطاعم تميل لعرض صور الأطعمة في بوسترات عرض دعائية، على لوحات زاهية كبيرة، في محاولة منها لجذب الانتباه وإغراء المستهلكين، فضلًا عن أن توفيرها مكانًا يتيح لهم الجلوس وتناول الطعام يعني تمكينهم من البقاء لمدة أطول، وتناول المزيد من الأطعمة، كتناول حلوى أو أي من المشروبات الغازية.
تقديمات مغرية
ويمكن للمطاعم أن تؤثر على الناس من خلال الرائحة التي يتنشقونها، حيث تبين أن تلك الوسيلة من الوسائل الفعالة حين ترغب المطاعم في إثارة الانتباه. وثبت كذلك أن الموسيقى التي يتم تشغيلها في المطاعم تؤثر على كمية الطعام التي يتم تناولها. وبدأت تلعب المطاعم المتخصصة في تقديم الوجبات السريعة على عنصر الراحة، حيث بدأت تهتم بتوفير أقصى سبل الراحة لهؤلاء الأشخاص الذين يذهبون لتناول الطعام هناك. وتلجأ المطاعم إلى حيلة أخرى، تتمثل في تقديم وجبات ذات حجم أكبر، من منطلق أنها ستكون موفرة من حيث المال، وهو الوتر الذي تلعب عليه لزيادة مبيعاتها بشكل غير مباشر، حيث تعمل تلك الحيلة على قيام الناس بشراء أطعمة تزيد عن احتياجاتهم.
كل الوجبة
وأظهرت الدراسات أنه بعرض مجموعة منوعة من الأطعمة على الأشخاص، فإنهم يكونون أكثر ميلًا للإفراط في الأكل. وثبت أن الطريقة التي تقدم من خلالها الوجبات تشجع على الإفراط في تناول الطعام، حيث تتميز هكذا مطاعم بأساليب جذابة في عرض المنتجات. ولفتت الدراسات أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يشترون الوجبات ذات الأحجام الكبيرة يكونون أكثر ميلًا لتناول الوجبة كلها، دون أن ينزعجوا على الدوام بالكمية التي يتناولونها. ولهذا باتت تلجأ بعض من أشهر مطاعم الوجبات السريعة إلى جعل تناول الوجبات والأطعمة كبيرة الحجم هو المعيار الذي تتعامل من خلاله مع المستهلكين.