تنتشر بقوة على الكثير من القنوات الفضائية إعلانات عن أدوية تعالج الأمراض، أدوية سحرية تشفي كل الأمراض المستعصية التي فشل الأطباء في العالم على علاجها.
أدوية تشفي من مرض السكر نهائيا، وتخلص مرضى السكر من الحقن والأنظمة الغذائية والأدوية التي يستمرون في تناولها طوال العمر، وأخرى تعالج فيروس “C”، والعجز الجنسي، وغيرها من الأمراض المستعصية، وتؤكد هذه الإعلانات أنها حاصلة على ترخيص من وزارة الصحة.
ولأن مصر أصبحت تحتل المركز التاسع عالميًا في ظل انتشار مرض السكر بنسبة 16.6%، ومن المتوقع أن تحتل المركز الثامن بحلول عام 2030، طبقًا للاتحاد الدولي لمرض السكر، كثير من الناس يتجهون لمثل هذه الأدوية مجهولة المصدر.
وعن مدى خطورة هذه الأدوية على الإنسان يشير دكتور محمد حسن خليل عضو جمعية التنمية الصحية والبيئية، والخبير في شئون التأمين الصحي أن خطورة مثل هذه الأدوية تكمن في عدم معرفة مكوناتها، فلا نعلم من أين يأتي الخطر، فالمتعارف عليه أن الدواء هو كل مادة علمية ثبت فاعليتها، وعدم ضررها على الإنسان، لكن مثل هذه الأدوية لا نعلم مدى ضررها من نفعها.
يضيف دكتور محمد: إن مثل هذه الأدوية لم تخضع لقواعد البحث العلمي، فأي دواء جديد لا بد أن يخضع لأبحاث عديدة ومراحل متعددة حتى يثبت مدى ملاءمته للإنسان، ولكن مثل هذه الأدوية لا نعلم عنها شيئا، ولم تخضع كذلك للجنة الأخلاقية، واللجنة العلمية التي يخضع لها أي دواء يتم إنتاجه.
ويؤكد دكتور محمد أن إعلان هذه الشركات عن حصولها على تصريح من وزارة الصحة تضليل للمشاهدين، حيث إن ما يحصلون عليه من وزارة الصحة، ما هو إلا تصريح عن منتج باعتباره “أغذية مكملة “، وليست أدوية، فمثل هذه المنتجات، ما هي إلا أعشاب لا تضر ولا تنفع، يداعبون بها أحلام المرضى الذين يتمنون الشفاء.
ويحذر من الانسياق وراء هذه الخرافات فأي دواء لا بد أن يكون من خلال طبيب متخصص، بحث الحالة جيدا وشخصها من خلال التحاليل، والدواء يتم صرفه من الصيدليات، لا من الفضائيات.