رغم أن الألم إحساس غير محتمل إلا أنه فى حالة أزمة القلب الحادة، يعد نعمة ، لأنه بمثابة نظام إنذار مبكر ينوه عن الخطر، مما يؤدى إلى التدخل الحاسم والعاجل لإنقاذ عضلة القلب، لأن الوقت فى تلك الظروف يساوى عضلة، و يساوى الحياة، ويكون كالسيف إن لم تقطعه قطعك.
ومن هنا، كما يوضح دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب أن أزمات القلب غير المصحوبة بألم غاية فى الخطورة، و قد اكتشف باحثون دانماركيون فى دراسة شملت أكثر من أربعة آلاف شخص أن الكثير من أزمات القلب غير محسوسة و غير مصحوبة بالآلام الحادة المميزة للذبحة الصدرية، و التى تكون فى منتصف الصدر، وتبلغ نسبة أزمات القلب الصامتة، حوالى ثلث الأزمات القلبية التى تصيب الرجال، ونصف أزمات القلب التى تصيب النساء، و قد تأتى أزمات القلب صامتا تماما أو على صورة ألم حاد فى الكتف اليسرى يتم تشخيصه على أنه أنفلونزا حادة أو التهاب فى عضلة الكتف مما يطيح بفرصة التدخل فى الوقت الذهبى، وهو نصف الساعة الأول من حدوث الأزمة، والذى يتحقق فيه الإنقاذ الكامل لعضلة القلب إذا تم التدخل الدوائى أو بالقسطرة التداخلية مع الدعامة.
ويتربع مرضى السكر على قائمة الأسباب لتخدير الألم المصاحب لأزمات القلب وإخراجها بصورة صامتة غير محسوسة، أما فى حالة السيدات فإنهن يتخوفن من سرطان الثدى أكثر من أزمات القلب ومن ثم تهوين الأعراض الدالة على أزمات القلب.
ورغم أن التوعية بأزمات القلب قد ازدادت بشكل ملحوظ إلا أنا مازلنا حاجة إلى مزيد من التوعية لشرائح المجتمع المختلفة بدون تهويل أو تهوين لأنه بين التهويل والتهوين تضيع كثير من القضايا و فى هذه الحالة تكون معرفة الأعراض الحد الفاصل بين الحياة والموت.