المريمية نبات معروف يستخدم الناس أوراقه، ويعطّرون به الشاى وغيره. يتبع هذا النبات العائلة الشفوية Labiatae وهى نفس عائلة النعناع والزعتر وتذكرة المراجع بأسماء مختلفة مثل مريمية ومرمرية وفى الطب العربى، ورد ذكر هذا النبات تحت اسم” لسان الإبل” وذلك إشارة إلى شكل أوراقه.
يقول الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية أما الاسم العلمى لجنس هذا النبات “Salvia” فهو مشتق من اللاتينية” “Salvere وتعنى العشب المنقذ من الأمراض إشارة إلى الخواص الطبيعة والصحية لهذا النبات، والمريمية نبات عشبى له ساق مضلع بأربع زوايا مغطاة بأوبار قطنية كثيفة بيضاء، الأوراق متقابلة وبرية الملمس والمظهر بلون رمادى مخضر، الأزهار شفوية زرقاء اللون. والنبات له رائحة عطرية مميزة.
وتعتبر المريمية من النباتات المشهورة فى التاريخ الطبى والشعبى واستخدمت قديما فى الطب الشعبى لعلاج الجروح، والقروح وفتح الشهية. وفى القرن السابع عشر، اعتقد الإنجليز أنه يساعد على إطالة العمر وفى عام 1597 ذكر أحد المهتمين بالعلاج بالأعشاب بأن النبات مفيد لتقوية الإدراك الحسى وتقوية الذاكرة، كما ذكر أحد العلماء فى نفس الحقبة التاريخية فائدة النبات فى إدرار الطمث لدى النساء، وإزالة آلام المفاصل.
وقد كتب البروفسور “توماس هيل” عن المريمية فى نهايات القرن الثامن عشر، يقول: “إن المريمية تكبح التدهور السريع الذى يصيبنا فى السنوات الأخيرة من الحياة” إشارة إلى قدرتها على علاج أعراض وأمراض الشيخوخه.
أما العلم الحديث فقد أثبت أن المريمية تحتوى على مواد فعالة لها تأثيرات طبية عديدة فتحتوى المريمية على الزيت الطيّار، ويتكون أساسا من مادة الثوجون Thujone والسينيول Cineol، كما تحتوى المريمية على مواد تعمل بكفاءة لتنقية الدم من السموم لتأثيرها المضاد للأكسدة مثل التانينات، والأحماض الفينولية والفلافونيدات.
وقد أثبتت الأبحاث والعلم الحديث أن الجزء الفعال فى النبات هى الأوراق الطازجة أو المجففة. وتستعمل مغلى أوراق المريمية الطازجة بعد أن تبرد كمضمضة لعلاج نزيف اللثة والتهابات الفم واللسان.
وتستعمل عملية استنشاق بخار مغلى المريمية فى حالات التهاب الجيوب الأنفية والسعال والزكام وتتم بغلى ليترين من الماء ثم تخفض الحرارة، وتضاف إليها ثلاث ملاعق من أوراق المريمية، ويغطى الرأس بمنشفة لجمع البخار الناتج ويستنشق البخار وتجرى العملية قبل النوم شريطة ألا يكون الشخص مصاب بالحساسيه للروائح العطرية.
ولعلاج التهابات اللوزتين والتهابات الفم فهو علاج قوى لو تم الغرغرة بمغلى ملعقة من المريمية وملعقة من الشاى الأسود فى نصف لتر ماء، وتتم الغرغرة بعد أن يبرد قليلا ويصبح دافئا.
ويشرب منقوع أوراق المريمية فى المياه الساخن السابق إليه لعلاج العديد من الأمراض،
ففى الجهاز الهضمى يعمل المنقوع على تحسين عملية الهضم، وزيادة الشهية، وعلاج التهابات الأمعاء الحادة والمزمنة، وتطهير الأمعاء، وتنشيط الكبد كما أنها طاردة للغازات.
وشرب منقوع أوراق المريمية أيضا مفيد فى حالات الأنفلونزا والبرد وأمراض الجهاز التنفسى خاصة لو أضيف إليه القليل من الزنجبيل والزعتر.
كما أن منقوع المريمية مفيد جداً للجهاز العصبى، إذ يعمل على تهدئة الأعصاب لاحتوائه على الزيوت الطيارة، ويمتاز عن الأدوية المهدئة الكيميائية، بأنه لا يسبب التعود أو الإدمان، ولذا فهو مفيد للمصابين بالأرق، والقلق والوهن العصبى، واسترخاء الأعصاب، ورعشة اليدين لدى كبار السن. كما أنه يعتبر الدواء المنقذ لكبار السن، إذ يساعدهم على الاحتفاظ بصحتهم الجسدية والعصبية والعقلية إلى سنين متقدمة وقد أثبتت الأبحاث الحديثة قدرة المريمية فى علاج بعض أنواع الزهايمر.
فقد أكد باحث إنجليزى أن المريمية تثبط الأنزيم المسئول عن تحطيم استيايل كولين الدماغ، وهو أحد أسباب الزهايمر كما يعتبر النبات علاجاً مكملاً فى حالات الروماتيزم لدى كبار السن.
كما أن السيدات لهم نصيب فى تأثيرات المريمية، ونظراً لوجود مادة الثوجون فهو يؤدى إلى إدرار الطمث عند السيدات كما أنه به مواد فيتواستروجينيه تساعد على تخفيف أعراض سن اليأس مثل الإكتئاب وحرارة الجسم.
ويؤكد الدكتور مصيلحى أن منقوع المريمية يقلل إفراز الحليب من الثدى لدى المرضعات، ولذلك يستخدم كعلاج مساعد فى تقليل إفرازات اللبن فى حالة الفطام والمريميه تزيد من تقلصات الرحم، لذلك فهو محظور استخدامه للحوامل والمرضعات كما أنه قد يسبب ارتفاع ضغط الدم قليلا فهو محظور استخدامه بكثرة لمرضى ضغط الدم المرتفع، كما لا ينصح باستخدامه لمرضى فقر الدم ونقص نسبة الهيموجلوبين (الأنيميا) حيث إن التانينات الموجودة فيه تمنع امتصاص أى حديد موجود فى الطعام أو الأدوية.
ويعتبر منقوع النبات عاملاً مساعداً على تقليل إفراز العرق من الجلد فهو يستخدم فى علاج كثرة التعرق عند بعض الأشخاص.
كما أن غسيل الشعر بمغلى المريمية بعد أن تبرد يساعد على تقليل الشعر الأبيض، كما يقلل الإفرازات الدهنية التى تسبب قشرة الشعر، كما أن غسيل القدمين بمنقوع أوراق المريميه يعالج فطريات مابين الأصابع ويقلل انبعاث الروائح الكريهة من القدم.
أما فيما يتعلق بتخفيف الوزن فلا يوجد فى المراجع العلمية والأبحاث الحديثة ما يفيد بأنها تخفف الوزن كما انتشر مؤخرا.