تصيب اضطرابات الطعام الكثير من الأطفال والمراهقين حول العالم وخاصة داخل المجتمعات التى تركز على الوزن وشكل الجسم. وعلى كل أم أن تعلم أن تركيز الطفل على شكله يجعله يفكر فى نفسه بطريقة غير جيدة مما يعنى تكوينه لعادات تناول الطعام غير الصحية وهو الأمر الذى قد يؤدى بالأنوريكسيا أو البوليميا أو اضطرابات طعام أخرى. إن اضطرابات الطعام تكون عواقبها خطرة من ناحية آثارها السلبية على الصحة ولذلك فهى قد تحتاج للعلاج والدعم من جانب الأطباء المتخصصين وأفراد العائلة.
وهناك أسباب تؤدى لإصابة الطفل باضطرابات الطعام ومنها ضغوطات المجتمع والتركيز على أن شكل الجسم يجب أن يكون مثاليا. وهناك بعض المراهقين الذين يكون وزنهم فى المعدل الطبيعى ومع ذلك فإنهم يرون أنهم يجب أن يفقدوا الكثير من الوزن ويكون هذا الأمر واضحا خصوصا عند المراهقات. وأيضا قد تؤدى ثقة الطفل القليلة بنفسه لاضطراب عاداته الغذائية. وتلعب الضغوطات العائلية ايضا دورا كبيرا فى اضطراب العادات الغذائية للطفل. وقد تكون اضطرابات الطعام عند الطفل بسبب عامل وراثى.وقد تؤدى اضطرابات الطعام عند الطفل لمشاكل تهدد صحته مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والأنيميا والسكر بالإضافة للاكتئاب والتأخر فى النمو إلى جانب مشاكل المعدة وتسوس الأسنان.
لن تتمكنى من التحديد ما إذا كان طفلك يعانى من اضطراب من اضطرابات الطعام إلا عن طريق ملاحظة بعض الأعراض عليه( مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الأعراض قد تعنى أنه يعانى من حالة صحية أخرى) ولذلك يجب أن تتصلى بالطبيب قبل التوصل لأى استنتاجات.
إذا كان طفلك أو ابنك المراهق يعانى من الأنوريكسيا فإنه قد يقوم بتفويت بعض الوجبات، كما أنه دائما يعمل على اختلاق الأعذار لعدم تناول الطعام بالإضافة إلى أنه يكون حريصا على تناول الأطعمة قليلة الدسم مع الابتعاد عن الأطعمة المليئة بالدهون والكربوهيدرات. ويكون الطفل المصاب بالأنوريكسيا حريصا دائما على وزن نفسه كما أنه يشرب كميات كبيرة من المياه والقهوة، وينكر دائما أنه يعانى من أى مشكلة فى الوزن. أما إذا كان طفلك مصابا بالبوليميا، فإنه يتناول كميات كبيرة من الطعام فى وقت واحد بالإضافة إلى أنه يقوم بإخفاء الطعام فى أماكن متعددة.
تأثير اضطرابات الطعام على صحة وجسم طفلك
إن القلب عضلة يمكنها أن تضعف فى حالة عدم تناول طفلك للطعام مما قد يؤدى لاضطراب فى دقات القلب. وقد يؤدى ايضا عدم تناول الطفل للطعام لانخفاض ضغط الدم والشعور بالدوران. عندما يقلل الطفل كميات الطعام التى يتناولها فإن معدته ستعتاد هذا الأمر. أما بالنسبة لمخ الطفل فإنه لن يعمل جيدا دون طعام مما قد يؤدى لمشاكل فى التفكير السليم أو فى التركيز.
يجب على طفلك أن يعلم أنه عندما لا يتناول الطعام فإن عظامه ستضعف بسبب انخفاض الكالسيوم والهرمونات. يخفض الجسم درجة حرارته عند الإحساس بالجوع لحفظ الطاقة وحماية أعضاء الجسم وعندما يحدث هذا الأمر فإن تدفق الدم للأصابع يقل. إن أسنان الطفل إذا لم تحصل على فيتامين (د) والكالسيوم من مصادر الطعام المختلفة فإن الطفل قد يصاب بالتسوس وأمراض اللثة.
شجعى طفلك على تكوين عادات غذائية صحية وتحدثى معه حول كيفية تأثير نظامه الغذائى على صحته ومستوى نشاطه وشكل جسمه. ويجب أن تشجعى طفلك أيضا على تناول الفواكه والخضروات مع تجنب تفويت أى وجبة والحرص على تناول الطعام معا كعائلة.تحدثى مع طفلك حول الأفكار والرسائل التى تصل له من برامج التليفزيون والأفلام التى تنشر فكرة أن الوزن المثالى هو فقط وزن معين.
يجب عليك أن تساعدى طفلك فى أن ينظر لشكل جسمه نظرة إيجابية مع تشجيع الأصدقاء وأفراد العائلة على الابتعاد عن توجيه أى كلمة جارحة لشخص مثلا يعانى من الوزن الزائد.
تحدثى مع طفلك حول أخطار النظام الغذائى غير الصحى وكيف أنه يمكن أن يؤثر على نموه وصحته. ويجب عليك أن تذكرى طفلك أو ابنك المراهق أن التحكم فى نظامه الغذائى أو تقليل كمية الطعام التى يتناولها ليست طريقة صحية أو مناسبة للتعامل مع مشاعره مع تشجيعه على التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة أو طبيب متخصص حول أى مشاكل قد يكون يعانى منها.إن الطبيب المتخصص يمكنه أن يساعدك على تشخيص الأعراض المبكرة لأى اضطراب غذائى فهو سيقوم بطرح اسئلة عليه خاصة بعاداته الغذائية ورضاه عن شكله.
كونى مثالا جيدا وقدوة أمام طفلك من حيث عدم استخدام الطعام للتعامل مع المشاكل مع الابتعاد عن التحدث عن وزنك كثيرا أمام طفلك وتناولي الأغذية الصحية أمام طفلك.
المصدر : مكتوب