إذا أظهر الأطفال رغبتهم في التعلق بآبائهم والشعور بالحنان، فعادةً ما يُشير ذلك إلى فقدانهم للشعور بالأمان والطمأنينة.
وأوضح هيرمان شويرير إنغلش من المؤتمر الاتحادي للاستشارات التربوية (bke) بمدينة فورت الألمانية، أنه غالباً ما يظهر هذا السلوك من الأطفال عند تعرضهم لمواقف جديدة في حياتهم، كالانفصال عن آبائهم أو عند مواجهة تحديات جديدة مثلاً، كما يمكن أن يحدث ذلك أيضاً، إذا ما تجنب الآباء الاعتماد على طفلهم في إنجاز مهام معينة؛ إذ يُشعروهم بذلك بطريقة غير مباشرة بأنهم غير جديرين بثقتهم.
ولمواجهة مثل هذا السلوك ينصح إنغلش الآباء بالتحدث مع طفلهم أولاً وإعطائه الفرصة للتعبير عن مشاعره قبل مواجهته لموقف جديد أو قبل حدوث الانفصال. كما يؤكد إنغلش على ضرورة عدم صد الطفل، إذا ما أظهر رغبته في التعلق بأبيه وأمه والشعور بالحنان منهما.
ومن ناحية أخرى يؤكد خبير التربية الألماني إنغلش على أنه لا يجوز أن يسمح الآباء لطفلهم بالتلاعب بهم أو خداعهم، لاسيما إذا كانوا على دراية بأن طفلهم قد نضج بشكل يكفي لتحمل هذا الموقف، مشيراً إلى أن ذلك يسهم في تطور شخصية الطفل واستقلاليته واعتماده على نفسه.
وأشار إنغلش إلى أن غياب شعور الطفل بالأمان يُمكن أن يرجع إلى أسباب مختلفة، قائلاً :”قد يُعزى ذلك إما لمعايشة الطفل لحالات انفصال مفاجئة عن والديه بصورة متكررة أو أن خسائر كبيرة أوشكت على الحدوث في حياته أو إدراكه لعدم استجابة آبائه للإشارات الأقل أهمية”. وأخيراً يؤكد فيغلر على ضرورة استشارة طبيب مختص، إذا ما استمرت حالة التعلق هذه لدى الطفل لمدة طويلة.