لماذا أصبحت السمنة شئ عادى فى مجتمعنا؟
إذا كنت تعرف أنك طويل القامة بما فيه الكفاية بحيث تبرز وسط الناس فتخيل نفسك وسط لاعبى كرة السلة، فجأة لن تبدو طويل القامة ولكنك ستشعر بأنك عادى جدا وربما تشعر وقتها أنك قصير! نفس السيناريو ولكن مع الوزن فإرتفاع متوسط وزن الجسم يمكن أن يتغير على حسب الزمان والمكان.
وهو ما يفسر لماذا أصبحت السمنة شئ عادى فى مجتمعنا، فقد أثبتت الدراسات أن الدول العربية تسجل معدلات إستثنائية فى إنتشار البدانة والسمنة فى العالم، وتشمل هذه الدول كل من: البحرين ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر وعمان والإمارات العربية المتحدة .
الشخص العادى فى الوطن العربى أزيد من وزنه الطبيعى بحوالى 23 كيلو، وبالنسبة للأطفال والمراهقين فيعانى العديد منهم من زيادة الوزن والسمنة وهى ظاهرة سيئة، ولكن الأسوأ أنهم لا يرفضون وزنهم وبدأوا ينظرون لأنفسهم بإعتبارهم وضع طبيعى حيث أنه شئ مقبول إجتماعيا بشكل كبير، فقد إرتفع معدل السمنة بشكل كبير فى السنوات ال20 الماضية فأصبح اليوم حوالى 23 % يعانون من السمنة المفرطة .
والملاحظ أن السمنة ليس لها علاقة بمستوى معيشة الفرد فالغريب أن إنتشار السمنة ليس فقط فى الدول الغنية، ولكن أيضا فى الدول ذات الدخل المادى المتوسط والضعيف، واللافت للنظر أيضا أن نسبة ليست بالقليلة من المصابين بالسمنة يعانون من فقر الدم “أنيميا” مما يدل على تناول كميات كبيرة من عناصر ليست ذات قيمة غذائية ولا تحتوى على ما يحتاجه الجسم من فيتامينات وحديد.
هل السمنة مرض معدى؟
فى الحقيقة نعم السمنة مرض معدى، وقد يساعد ذلك فى تفسير سبب إرتفاع معدلات السمنة فى الوطن العربى فنحن نتأثر بمظهر وسلوكيات من حولنا فى المجتمع والمدرسة والعمل، وكل ذلك له تأثير كبير على سلوكياتنا فى الطعام.
لعلك أنت نفسك لديك أحد المعارف أو الأصدقاء أو حتى أخ لك يعانى من السمنة، وقد تبين أن لذلك سبب واضح فى إحتمال تعرضك أنت نفسك للسمنة.
إنتشار السمنة بهذا الشكل ساهم فى تغيير المعايير والتصورات حول وزن الناس، لدرجة جعلت مصنعى الملابس أكثر تسامحا على مر السنين، فغيروا إتجاه الموضة المعروفة وربما هذا ما جعل النساء يشعرون بالرضا عن أنفسهم.
إيجابيات وسلبيات التعود على السمنة:
بما من إيجابيات التعود على السمنة أن مرضى السمنة وزيادة الوزن لا يشعرون بإحراج أو قلة الثقة فى النفس حيث أنهم مقبولون إجتماعيا، فربما لو كانوا منبوذين لكان لذلك أثر على نفسيتهم ولن يملكون الإرادة الكافية لإنقاص وزنهم.
أما الأشخاص الذين وزنهم طبيعى فيشعرون بثقة فى النفس وكذلك يحافظون على وزنهم ويتمسكون بعدم الوصول إلى مرحلة السمنة والبدانة.
أما السلبيات فهى أن زيادة الوزن خطر على صحتك، حيث تم التأكد من إرتباط أمراض معينة بزيادة الوزن والسمنة مثل القلب والأوعية الدموية وإلتهاب المفاصل ومشاكل هشاشة العظام ومرض السكرى وكثير من أنواع السرطان، والأخطر هو الرضا بوزنك الذى يجعلك تستسلم للأمر الواقع ولا تحاول إنقاص وزنك.
وإنطلاقا من هذه السلبيات قامت الحكومات العربية بعمل حملات تثقيفية من خلال وسائل الإعلام لتوعية الناس بمخاطرالسمنة وكيفية الوصول للوزن المثالى،حيث أثبتت الدراسات أن علاج السمنة يتم من خلال الدماغ وليس المعدة، لأن التحكم فى الشهية يتم من خلال أوامر المخ وهو الذى يعطى إشارة بالجوع وهو الذى يعطى أمر بالتوقف عن الطعام، لذلك نجد أن التوعية السليمة تؤدى لتغيير طريقة التفكير بنوع وكمية الطعام ،وكذلك التوعية بأهمية ممارسة الرياضة الضرورية للصحة ولإنقاص الوزن وبالتالى يبدأ الشخص فى فقدان وزنه.