لم تتفتح ورود هذا الموسم في الحدائق، أو على لوحات الرسامين فقط، بل بسطت سيادتها على عالم الموضة العالمية، بعد أن غزت منصات عروض ربيع وصيف 2011.
فقد أجمع المصممون ودون استثناء على إدخال عناصر الطبيعة المختلفة إلى تصاميمهم، فتزينت برسومات جعلتها تبدو كلوحات فنية متحركة.
رغم أنها ليست المرة الأولى التي يلجأون فيها إلى الطبيعة وإلى النقوشات التي تجسد ورودا وأزهارا، إلا أن أنها قد تكون من المرات القليلة التي وظفوا فيها هذه الأشكال من خلال قصات مبتكرة تثير الدهشة والاهتمام.
أسباب عدة دفعت المصممين إلى معانقة هذه الباقات المتنوعة. فعدا أن موسمي الربيع والصيف يشجعان عليها لما يتطلبانه من انتعاش وإنعاش بعد موسم شتاء قد يكون طويلا، فهي أيضا تحسن المزاج وتبعث على البهجة والتفاؤل، كما تعكس الثقة بالنفس. هذا وتمثل أيضا روح التجدد والتفتح تماما مثل الطبيعة التي تتجدد وتنتعش في هذين الموسمين.
وهذه النقوش لم تغب يوما عن الساحة، ولكن عودتها الواضحة هذا الفصل تجسد روح الصيف وتذكرنا بموضة السبعينات والثمانينات.
هذه القصات تعبر عن الأنوثة المرأة خصوصا أن جمال الورد والطبيعة ارتبط بجمال المرأة. وأضاف أن اتساع باقة الألوان وتمازجها مع بعضها البعض كان مفيدا جدا لكي يضفي نوعا من الحيوية على منصات العروض.
فتمازج الألوان الزاهية والمبهجة كالبرتقالي والأخضر والأصفر والأحمر والأزرق والوردي يعكس ذبذبات إيجابية تبعث على التفاؤل.
وتعتبر دار Dior الرائدة في هذا المجال، حيث طبعت الكثير من أزيائها بهذه الورود. فقد استكانت باقات من الأزهار على الأحزمة المتلائمة مع الحقائب والإكسسوارات المزيّنة بنقشات من درجات اللّون ذاته لإكمال الطلّة الأنثوية الأنيقة.
هذا ودخل المصمم فيليب ليم، إلى العالم الوردي وخصص حيزا كبيرا لهذه النقشات، مع التركيز على الألوان الصارخة والقوية، وعلى نفس الخط سار مارك جايكوبس الذي اعتمد نماذج الورود الكبيرة.
وأتت المجموعة التي قدمها لدار «لوي فيتون» تضج بالألوان الزاهية، حيث انتشرت ألوان قوس قزح على الفساتين المصنوعة من القطن والجيرسيه والساتان، تم تطريز بعضها بقصاصات متدلية مزينة بالورود الحمراء اليانعة على خلفية زرقاء.
بدورها استوحت دار «كنزو» من معالم سردينيا واليابان مجموعتها، وانطلاقا من هذه الفكرة قدمت قطعا شبيهة باللباس التقليدي الياباني، مستلهمة من فروع الأشجار المنحنية التي تشبه شجرة بونساي فساتين منسوجة بالسحر، فيما استقت أخرى الكثير من الكيمونو التقليدي برصانته وبساطته.
وتمثّل مجموعة See «سي باي كلوي» By Chloé دفء الشمس والاسترخاء في الطبيعة في ظل أجواء الربيع والصيف، وارتكزت روح المجموعة على مزيج من المظهر العفوي المعاصر مع التطريز والتصميم الرومانسي تراقصت فيه الورود والزهور مع الكشاكش.
أما دار «هيوغو بوس» فاعتمد في تصاميمه على الأسلوب البوهيمي الذي يدعو إلى الراحة والاسترخاء، كما طبعتها نقشات زهور صغيرة برقة الفساتين والقطع التي تم تقديمها، على خلفية من الألوان الطبيعية المتدرجة من البيج والأبيض إلى الكاكي والرمادي بالإضافة إلى الأزرق الزاهي والداكن واللون الزهري والمشمشي.
تشكيلة «إميليو بوتشي» من جهة أخرى شملت تصاميم غلب عليها القطن المتموج، والحرير فائق الخفة، والجيرسيه الانسيابي اللماع. أما التصاميم فتستمد طابعها من الهندسة المعمارية البيضاء والزرقاء لجزيرة سيكلاديس اليونانية.
وأعادت الدار تجديد نقوشها لهذا الموسم وإثرائها بلمسات عصرية من مختلف أنحاء العالم، مما جعلها تكتسب نقشات جديدة مطبوعة يدويا على الأقمشة القطنية الرقيقة، والجيرسي، وحرير البونجي الذي يتخلله قماش الشانتون.
هذا وقدمت دار «بوتيغا فينيتا» تشكيلة بسيطة لكن كالعادة بتفاصيل خفية وألوان هادئة مع استخدام مواد خفيفة ورقيقة تغلب عليها التخريمات، والثقوب، والشبكات، والمنسوجات المفتوحة والمنسدلة.
في حين أدخلتنا دار «إيترو» إلى عالم لا يخلو من الرسومات والطبعات الغريبة، كذلك الأمر بالنسبة لكارولينا هيريرا، وغيرها ممن عرضن في أسبوع نيويورك. هذه الأخيرة تدرك جيدا ما تريده المرأة، لهذا أعطتها تصاميم تنبض بالحياة ركزت فيها على اللون الزهري المرتبط منذ القدم بالأنوثة.
طبعا الاكسسوارات والمجوهرات الوردية والمنقوشة حظيت بحصة كبيرة هذا الموسم، فتم ابتكار حقائب وأحذية ومناديل ومجوهرات تليق بمختلف الأوقات.
تجنبي الأخطاء وتألقي بذكاء
على الرغم من جمالية وروعة هذه الأزياء فإنها يمكن أن تشكل فخا كبيرا عندما لا تكون منسقة مع بعضها البعض بشكل جيد:
– لا ترتدي الإكسسوارات الضخمة والكبيرة عندما تكون النقوش والرسومات كبيرة الحجم.
– على الرغم من أنه موسم الألوان الصارخة بامتياز، فإنه عليك تجنب المبالغة، بعدم مزج الألوان القوية مع بعضها كي لا تظهري بصورة مبتذلة.
– حافظي في مختلف الأوقات على ماكياج هادئ وناعم، فهذه الرسومات والنقوشات كفيلة بإبراز جمالك.
– احرصي أن يكون هناك تناغم بين القطع، فعندما يكون الجاكيت مثلا أو القميص مطبوعة بالورد، يفضل أن يكون البنطلون أو التنورة بسيطة والعكس صحيح.
– لا تمزجي بين نقشات الورود والرسومات الأخرى، فهذا من شأنه أن يقلل من قيمة ما تريدين إبرازه كما يخلق تشويشا للعين.