تكاد تكون شكوى الأمهات من عناد الأطفال شكوى عامة وخاصة فى السن من 2-6 سنوات، فالطفل قد تنبه إنه كائن منفصل عن الأم ويجد متعة فى تحديد اختياراته بنفسه، فمنذ شهور كانت أمه هى يده: تأكله وتنظفه وتبدل له ثيابه ، وهى رجله: تذهب به فى أى مكان، وهى عقله تختار له ماذا يأكل ويلبس وتختار له أيضا العابه… فيبدأ العناد مع اعتماد الطفل الجسدى على نفسه، فهو يريد أن يتحرر ، يجرب، وينطلق…
وعناد الأطفال ممكن أن يكون مجرد عناد مترتبط بمواقف معينه ولا يجب ان نعتبره عنادا أكتر من طريقة للتعبير عن النفس والرغبات ويحتاج منا فقط أن نفهمه أو أن يكون عناد سلوكى وهو العناد الذى يحتاج لخطة لتعديل سلوك الطفل
عناد مرتبط بمواقف:
عناد عدم راحة: يصر الطفل على شئ ويبكى من اجله وفى الحقيقة هو يحاول أن يوضح عدم راحته لوضع ما، مثال: تصر الأم على ارتداء الطفل لمعطف ثقيل فى الشتاء والطفل يعند ويرفض بشدة وعنف، ويكون السبب هو أن وزن المعطف ثقيل عليه أو أنه يقيد حركته، هذا ليس عنادا هذه رسالة من الطفل لا يجد اسلوب لتوصيلها إلا بالرفض والصراخ
عناد تصميم وإرادة: إصرار الطفل على تصليح لعبة بنفسه ويرفض محاولات الأم للمساعدة أو الإرشاد، ومادام لا يوجد ضرر فإننا ننصح الأم بأن يكون الغرض الأكبر هو إعطاء الطفل فرص للمحاولة والتعلم ولا أن يكون الغرض الأساسى هو إصلاح اللعبة فعلا
عناد مع النفس: الطفل فقط يريد أن يثبت أن له حرية واختيارات مثل رفض تناول الطعام وهو جائع، وفى هذا النوع من العناد نكتفى بعرض الطعام دون ضغط، وغالبا سيستجيب الطفل لأول محاولة لإطعامه
عناد نتج عن إحباط: مثل أن يوعد الأب الطفل بالخروج للتنزه ولا يوف بوعده نتيجة طقس سيئة وسقوط أمطار، فالطفل غير مدرك لأسباب المنع القوية ويصاب بالإحباط ويصر على موقفه، فقط نحاول أن نستبدل فكرة الخروج بعرض مقترحات أخرى ممتعة أيضا عليه ونجعله يختار منها ما يفضله
أما العناد سلوكى:
وهو رفض وعدم تقبل الطفل لأية طلبات فى المطلق، وقد يصاحبه عصبية وعنف لفظى أو مادى كتدمير ممتلكاته أو ممتلكات الغير أوالعض أوالشتم
وهذا يتطلب التركيز على تعديل سلوك الطفل وفى بعض الأحيان قد نحتاج لمساعدة مع اخصائى
بعض اسباب العناد السلوكى فى الأطفال:
قدوه سيئة: اب، أم، اخ، قريب يتصف بالعنف
التساهل الزائد من الأهل: (التدليل الزائد): الاستجابة الإيجابية لصراخ الطفل، فيتعود الطفل على أن الصراخ يحقق له مطالبه
إهمال الطفل: بسبب ظروف العمل، طلاق ، خلافات أسرية، قدوم طفل جديد وعدم التوازن فى تلبية مطالب الطفلين
شعور الطفل بالنقص الجسدى: إصابته بشلل أطفال مثلا
ضيق المكان ووجود طاقة زائدة للطفل ويريد اللعب
بعض الألعاب الإلكترونية تصيب الطفل بالتوتر والعصبية
و فى النهاية فإن محاولاتنا لتعديل سلوك العند عند الأطفال هى التركيز على معالجة الأسباب فى الأساس:
الابتعاد عن النموذج السئ
تجنب التدليل المفرط والاستسلام الكامل لمطالب الطفل حتى غير المعقول منها
التركيز على السلوك الإيجابي وتشجيعه وإهمال السلوك السلبى
إعطاء فرصة للطفل لتفريخ طاقته بتوفير أماكن للعب أو الاشتراك فى الألعاب المناسبة لسنه
اختيار العاب الكترونية مناسبة لسنه ولا تزيد توتره
تنمية شعور الطفل بالسعادة والمرح وتوفير جو هادئ و تعزيز شعوره بالأمان الأسرى
المتابعة مع اخصائى سلوكى خاصة فى حالات وجود نقص جسدى
اتمنى المشاركة الدائمة معكم فهو موقع شيق وجميل ومفيد جداً، اتمنى الحصول على ما كل هو جديد منكم وشكراً