تعامل بذكاء مع حسد وغيرة زملائك

المؤسسات والشركات ما هى إلا مجتمع صغير يحتوى على كل ما فى المجتمع الذى نعيش فيه بما فيها الحسد والغيرة.. موضوعنا اليوم هو الحسد فى مجال العمل.. فالحسد معروف ومذكور فى كل مكان وكل شىء.. وكما ذكرنا “ما المؤسسة إلا مجتمع صغير” به ثقافات واتجاهات مختلفة.. تربية ونشأة أيضا مختلفة.. وقدرنا نحن الموظفين التكيف والتعايش معها تمام كما نفعل فى حياتنا اليومية بالمجتمع الكبير.. المشكلة أن مكان العمل يصعب فيه التكيف مع كل هذا نظرا لأن الموظف يقابل زملاءه أكثر من أهله وجيرانه ولذا فالضغوط تكون مكثفة أكثر والحسد والغيرة أيضا تكون أكثر وهذه ظاهرة طبيعية.

أنا شخصيا وعلى الرغم من كونى خبيرة وأعطى النصائح والموضوع دا لعبتى… وجاوبت على عدد كبير جدا من أسئلة القراء بمنتهى ضبط النفس إلا أنى أتأثر بتلك الأشياء.. لأنى فى النهاية إنسانه.. لكن افتكر أن عندى بعض الحلول لهذا الموضوع.

وودى الن.. دا ممثل ومخرج وكاتب سيناريو أمريكى.. أنا بحس أنه زى دريد لحام عندنا.. وودى ببقول ”
“People don’t hate you for your weaknesses, they hate you for your strengths.”
بمعنى أن الآخرين لا يكرهونك بسبب نقاط ضعفك.. ولكنهم يكرهونك بسبب نقاط قوتك… معنى ذلك أنك طالما ناجح فى شغلك…حتما ولازما ولا بد.. أن يحسدك ويغار منك الآخرون كما يحاولون بشتى الطرق وضع العقبات فى طريقك.

ومن هنا يأتى السؤال.. كيف نتعامل مع تلك الأمور؟؟

النصيحة الأولى… Never wear your heart on your business-shirt sleeve.

ماذا يعنى ذلك ؟ ويعنى أن تنحى قلبك جانبا.. مشاكل العمل.. هى عمل… لا تمر على قلبك تطبيق النصيحة ذلك ليس سهلاً ولكنة ليس مستحيلاً وخاصة علينا نحن المصريين فمشاعرنا تتحكم فينا بشكل كبير.. لكن مع الوقت صدقونى النتائج تكون مزهلة.. فبالتعود تجد أنك تزعل قليلا وبعدها تسير الأمور بشكل طبيعى وذلك لأنك أكبر من الموقف وأرقى من أن تتحكم فيك مشاعرك الغاضبة.

النصيحة الثانية…. لا تحكم على الآخرين

بمعنى فهم أسباب الآخرين.. وإذا عرف السبب بطل العجب كما أن التماس الأعذار أيضا يكون نتيجته جيدة جدا.. دعونا نتفق أن الغيرة والحسد يكون نتيجة طبيعية للضعف وعدم الثقة فى النفس.. لأن الإنسان القوى لا يحتاج أن يغار من نجاحك.. هو ناجح وواثق من نفسه هيحسدك على إيه يعنى!!! علشان كده امشى بمبدأ التمس لأخيك بضعا وسبعون عذرا…. يمكن يخلى عنده دم ويبطل حسد.

النصيحة الثالثة… نجيب من الآخر ونتكلم بصراحة

يعنى ذلك التحدث بصراحة مع من تحس أنه سبب فى مشكلة.. عملا بمبدأ أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم.. اسألهم ما هى مشكلتكم معى ؟… حينما تعرف السبب أبدأ فورا فى العمل على حلها.. معلهش خليك أنت الكبير وتعالى على نفسك علشان المركب تمشى.

النصيحة الرابعة.. لو استلزم الأمر.. غير نفسك

بمعنى أنك لو بتقوم بتصرفات تثير غيرة الآخرين نحوك.. بطلها وكفى الموظفين شر الحسد والغيرة.

النصيحة الخامسة.. قابل الإساءة بالإحسان
كان لى زميلا يعمل بوظيفة أخصائى نفسى.. وفى يوم كنت اشكى له من المشاكل التى قابلتنى وكيف أن زملائى لا يتقبلوا نشاطى الزائد ودائما ما يعرقلون عملى..
فكان رده:” يا رشا لو أنت ماشية فى الشارع وواحد بلطجى طلع عليك بمطواة.. هتضربيه وتتخانقى معاه ولا هتنسحبى فى هدوء ؟!”
وكان ردى: أنا طبعا مش هتخانق معاه لأن الخناقة معاه ممكن تعود عليا بالمشاكل.
فأجاب: دا نفس الشىء مع مثيرى المشاكل فى مجال عملك.. لو أنت نزلتى لمستواهم أنتى إلى هتخسرى.. أما لو عاملتيهم بالحسنى الأمور هتنتهى بسلام.

كل الأديان السماوية.. بطالبنا بأننا نقابل الإساءة بالإحسان.. حتى الناس إلى بتعبد النار والقمر هم كمان بيقولوا نقابل الإساءة بالإحسان.. خلاص باه نقابل الإساءة بالإحسان وتوكلنا على الله.

فى النهاية.. أفكركم وأفكر نفسى أن الشجرة المثمرة هى ما تلقى بحجر.. بس بالله عليكم ارموها بحجر لكن رفقا رفقا.. للثمار تخلص.. وقبل ما تحسدنى.. شوف مهاراتى وإمكانياتى.. واعمل زيى.. وقبل ما تبصلى بعين رضية.. شوف إللى أدفع فيا !!!!